علاقته حيث مصلحته
محمد الدويش |
من لا يتوقع تقاطع المصالح بين ناديين في دولة واحدة مهما كانت العلاقة بينهما عاطفية فإنه يتوقع سرابا، بل إن تقاطع المصالح بين ناديين في محيط واحد أو قارة واحدة وارد، لذلك فإنه مهماً قبل عن علاقة النصر والاتحاد، ومثلها الأهلي والهلال، فإن الملعب والتنافس على لاعب ومايحدث بين الجمهور أو بين الإعلاميين قد يؤثر سلباً على هذه العلاقة وإن كان الأكثر تأثيراً اليوم ماقد يحدث بعد المباراة.
إن من يرصد العلاقات بين الأندية السعودية لاسيما الكبيرة منها سيجد أنها تصعد وتهبط وفقاً لقوة المنافسة وضعفها.. حدث هذا بين الأهلي والهلال، وبين الاتحاد والنصر مما يمكن وصف العلاقة عمليا بأنها مجرد إتكاء أكثر منها تلاقي مصالح، فحين كان الاتحاد ضغيفاً بعيداً عن المنافسة من عام 1387هـ وحتى 1402هـ اتكأ جمهوره على قوة النصر في مواجهة المنافس التقليدي الأهلي ، وحدث هذا من جمهور الهلال الذي اتكأ على الأهلي في مواجهة المنافس التقليدي النصر.
من عام 1384هـ وحتى 1397هـ ومنذ عام 1415هـ انعكس الوضع بين النصر والاتحاد، فأصبح جمهور النصر يتكئ على قوة الاتحاد ضد الهلال، وكذلك الأمر بالنسبة لجمهور الأهلي الذي وجد في الهلال مايعوض غياب فريقه في السنوات الأخيرة، بل إن ماحدث بين الهلال والأهلي في عام 1416هـ وحتى عام 1420هـ من خشونة في الملعب وأخطاء تحكيم وتصعيد إعلامي بسبب عودة الأهلي للمنافسة على بطولة الدوري يؤكد حقيقة العلاقة العاطفية بين الأندية السعودية.
إن بعض الأهلاويين يعتقدون أن الهلال بإعلامه ووجهاته وحكامه وقف سداً منيعاً ضد عودة الأهلي التي كادت تحدث لولا إلغاء هدف سيرجيو في المربع وما فعله ناصر الحمدان وعبد الهادي حداد في نهائي 1417هـ وما فعله ظافر أبو زنده في كأس المؤسس.
أما موقعة جدة الشهيرة ضمن كأس ولي العهد عام 1418هـ فإنها مجزرة لا تنسى وهو ما أصبحنا نشاهد شيئاً منه بين النصر والاتحاد منذ الموسم قبل الماضي حين عثر قطار العالمي على سكة العودة.
وأذكر حواراً بين الدكتور مدني الرحيمي وبيني عن علاقات الأندية السعودية حين كان الدكتور مديراً للكرة الإتحادية فجاء رأية قاطعاً مانعاً إذ قال : إن علاقة الاتحاد حيث تكون مصلحته ولم أختلف معه إلا في الإطار العام للعلاقة إذ أن تقاطع المصالح لا ينفي عدم وجوب المحافظة على نقاط اتفاق كإطار عام للعلاقة وأبرزها في الوقت الحاضر منع الإساءة المتبادلة في المنتدى الرسمي الذي يشرف عليه النادي ، وتحديد الشخص المسؤول الذي توجه له تهمة الإساءة أمام وزارة الإعلام والقضاء.
لست أقارن بين كتاب سياسي يحمل هذا العنوان وبين العبارة التي اختارها سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد للتعبير عما يراه من خطأ أو تحامل أو ظلم تحكيمي وقع على فريقه أمام التعاون ، ولكنني أستعير العنوان لمقاربة منطقية ليكون : من يجرؤ من الحكام؟ وأكثر من وصل إلى هذه المقاربة زميلي ( عاصم عصام الدين ) حين ذكر أنه لم يسبق له مشاهدة حكم يحسب ضربتي جزاء ضد الهلال في مباراة واحدة!!
لقد تجرأ مساعد الحكم أخيراً على الفعل بعد أن ظل السؤال عن الكلام وليس الفعل المطروح.
المتهورون
هم ثلاثة: أحمد الفريدي في الهلال ، و أحمد عباس في النصر، وسعود كريري في الاتحاد... يجمعهم تميز يعشقه المدربون في لاعب الوسط وهو الدورين الدفاعي والهجومي بنفس القوة والجدية كل منهم يعرف طريقه إلى المرمى وكل منهم يدافع عن المرمى.. يتفوق الفريدي بالمهارة وعباس بالسرعة وكريري بالتسديد ، ولكنهم والحلو بالتهور ولا أقول الخشونة ، فهم لا يقصدون الضرب ، وإنما لا يفرقون بين الكرة وجسم المنافس في سرعة الدخول وقوته بغض النظر عن مكانه وضرورته وهناك من يرى أن الفريدي لاعب خشن أكثر من كونه متهوراً وقد ينطبق هذا على كريري أو عباس ، وهناك من يرى أن المحور مهما كان مهارياً فلا بد له من القوة.
إن الاهتمام أو التبرير كلاهما سهل ولكنه لا يفيد اللاعب الذي عليه أن يبحث عن كل مايحقق له التوازن بين قيمته الفنية وصورته لدى الجمهور والإعلام وهو مايحتاج إليه هذا الثلاثي الدفاعي الهجومي : الفريدي وعباس وكريري.
في المرمى
- قالوا إنه يقصد الجراءة باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة فهل يعني هذا أن كل ضربات الجزاء التي احتسبت ضد فريقهم طوال تاريخه صحيحة؟
- ارجعوا لأرشيف صحافتهم فلن تجدوا إلا ضربة جزاء واحدة اعترف به أحدهم ولا زالوا يتعاملون معه منذ ذلك اليوم على أنه غير ( رشيد ) .
- لايوجد في تاريخ كرة القدم السعودية إعادة لضربة ترجيح ثلاث مرات إلا لفريقهم لدرجة أن راعي المباراة سأل الحكم : لماذا أعدتها ثلاثا..؟
- لو كنت مكان ذلك الحكم لأجبت: أعدتها ثلاثا كي أتأكد أنها نهائية كما هو الطلاق وأن البطولة طلقت هذا الفريق بالثلاث!
- حين رأي الحكم لم يتخذ شيئا بشأن ما رآه حارس المرمى تمثيلا اتجه للاعب الممثل ودفعه بصدره ويده فتجرأ مساعد الحكم وتدارك الخطأ الحكم.
- لماذا فعل الحارس ذلك؟ لأنه شاهد الحكم صاحب الاعتذار الشهير فلم يتوقع أنه يوماً ما قد يتجرأ على فريقه ( فريق الحارس وليس الحكم ) .
- سبق لنجمهم أن ( .... ) في صلعة حكم ولما سألوه : لماذا فعلت ذلك أجاب : كنت أظنها سيراميك ثم كتب صحفي : من يجرؤ على البصق ؟
- سبق لقائد فريقهم أن طلب من الحكم إيقاف المباراة لإحضار المصحف لكي يحلف عليه أن ضربة الجزاء التي احتسبها صحيحة أو يحلف القائد أنها غير صحيحة ... من يجرؤ على القسم؟
- كلما شاهدوا الكرة تتهادى في مرمى الحارس قالو وينك دعيع؟ الصيف ضيعت اللبن ياسامي .
- بين ( الجرأة والشجاعة ) رواية الحكم السعودي من عبد الرحمن الدهام وحتى سعد الكثيري والبطل فريق واحد أرشح المبدع ( عبده خال ) لكتابتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق