الانتقام من رادوي ضد العدل ... التمييع كذلك
صالح الطريقي |
ربما "تصريح محترف نادي الهلال الروماني رادوي" سيؤجج الشارع الرياضي أكثر من اللازم وسيعزز الكراهية أكثر من اللازم ، لأن غالبية الإعلام سينقسم بين من يريد الانتقام وتعليق المشانق "لرادوي" ، وبين من يريد إخفاء ما حدث بحجة أن علينا ألا نعط الأمور أكبر مما تستحق أو أن يفعل كما فعل وليد الفراج في برنامجه حين رفض التعليق على ما قاله "رادوي" ، مع أنه ـ أي وليد الفراج ـ وقبل أسبوعين قام بتهديد عضو لجنة الانضباط سابقا عبدالرحمن القحطاني والتشكيك بوطنيته على الهواء مباشرة ، رغم أنه لا يعرف ما الذي كان سيقوله القحطاني ، بيد أنه لم يقل شيئا حيال ما قاله "رادوي".
وإلى من يريد تمييع الأمور أقول له : ضع نفسك مكان حسين عبدالغني ، هل ستقبل ما قيل ؟
وإلى من يريد تعليق المشانق ضع نفسك مكان "رادوي" ، ألن تطالب بالعدل وتطبيق الأنظمة والقوانين ، وألا يخترع قانونا جديدا للانتقام منك ؟
وأكمل ..
إن تصريح "رادوي" يجعل لائحة العقوبات تطاله ، فما قاله يدخل ضمن الفصل الثالث اللاعبون المادة الرابعة والأربعون (الإساءة في وسائل الإعلام) التي تقول : "كل لاعب يستخدم وسائل الإعلام كالصحافة ـ التلفزيون ـ الإذاعة ـ الموقع الرسمي للنادي ونحوها في الإساءة أو التجريح أو التهديد أو الاتهام لأي من المذكورين في المادة 4 من هذه اللائحة أو مسئولي ومنسوبي الاتحاد أو المتعاونين معه ، يعاقب بالإيقاف مباراتين رسميتين في جميع الدرجات التي يحق له المشاركة فيها وغرامة مالية قدرها 20 ألف ريال للاعبي أندية الدرجة الممتازة ...." .
وهذا ما يستحقه "رادوي" حسب لوائح العقوبات ، قد يرى لاعب النصر حسين عبدالغني أن هذه العقوبة غير كافية ، وأن ما حدث من رادوي يعتبر "قذف"، وهنا يحق له اللجوء للقضاء ، فلائحة العقوبات لا تجعل اللائحة المرجع النهائي للعقوبات ، وأنه لا يحق لأحد اللجوء للقضاء ، وأن يكتفا بهذه العقوبة .
مع ملاحظة أن تصريح "رادوي" يحمل في طياته الأدلة الظنية ، والمحاكم لا تقبل بالأدلة الظنية ، فمحامي رداوي يمكن له أخذ المسألة إلى أن تصريحه اتهام لحسين بأنه عنصري ويكره جنس النساء ، صحيح أن البعض لن يقبل هذا ، ولكن تصريح رادوي يحتمل التأويل ، ومع هذا على حسين إن يستشير محاميه ويلجأ للقضاء ، فالحق يقال : إن أي إنسان لن يقبل أن يقال عنه مثل هذا الكلام في الإعلام .
بقي أن أقول : علينا دائما أن نؤمن ونلجأ للقانون ليفصل بيننا ، فقيمة القانون أنه يحميك من الآخرين يحمي الآخرين منك ، وألا نحتكم لغضبنا الذي سيدفعنا للانتقام ، علينا أيضا ألا نحتكم لعاطفة العشق للنادي التي ستدفعنا إلى تمييع الأمور ، لأن كلاهما الانتقام والعشق لا دخل لهما بالعدل .
رسالة إلى سامي الجابر والبقية
يبدو لي ومن خلال هذه القضية ، أن المسئولين عن فريق الهلال لم يترجموا لائحة العقوبات للاعبين الأجانب ، ربما باقي الأندية لم تفعل هذا ، فهل يتم ترجمة هذه اللائحة للاعبين الأجانب حتى لا يتورطوا كما تورط "رادوي" في تصريحه ؟
أقول هذا لأن ما أعرفه أن اللاعب الأوربي المحترف يهتم كثيرا بما هو قانوني أكثر مما هو أخلاقي ، لاعتقاده أن القانون واضح فيما الأخلاق تتحكم بها العادات والتقاليد في كل مجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق