اللغز النصراوي.. بين المحلية والآسيوية!
![]() |
منيف الحربي |
رغم ظروف النقص قبل المباراة وأثناءها، وأخطاء التحكيم، وعدم توفيق المدرب، إلا أن النصر قدم أمام السد واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم، فقد كان الشوط الأول متكافئا نسبيا مع أفضلية نصراوية في كم الفرص الخطيرة المهدرة، ومع أن خروج عيد بالبطاقة الحمراء جاء في بداية الشوط الثاني ليضاعف مأزق الدفاع المتصدع إلا أن السد لم يستطع التسجيل سوى من كرة ثابتة «ركنية» ساعد في تسجيلها سوء التغطية.
اللافت في المباراة هو ما اتفق عليه محللا القناة الرياضية السعودية الكابتن يوسف خميس والجميل عادل البطي، فقد ذكرا أن النصر لعب بهوية واضحة وشخصية مميزة، وأضيف من عندي أن ملامح الفريق البطل وهويته تتضح بشكل جيد آسيويا لكنها تختفي «تقريبا» محليا.. الأمر الذي ربما يشير إلى عامل نفسي يتعلق بلاعبي النصر ولاعبي الخصم، فالأندية الآسيوية تعرف مكانة واسم العالمي «العائد للبطولة القارية عقب غياب طويل» وتحسب حسابه، بينما أنديتنا السعودية ما زال انطباعها عن الفريق الذي يعاني ويتشكل بالتالي «تتجرأ عليه»، يقابل ذلك إحساس لاعبي النصر بمعاناتهم المحلية وخشيتهم من فقدان النتيجة والعودة لاهتزاز الثقة.
النصر للأمانة تحسن كثيرا.. صحيح أن هناك بعض الثغرات لكنها باتت واضحة ومحصورة، ما يسهل عملية سدها ومعالجتها، وموقف الفريق في مجموعته الآسيوية لا يزال جيدا فحظوظه كبيرة بالتصدر والتأهل، لكن لا بد أن تعمل الإدارة نفسيا على ترسيخ إحساس اللاعبين بأنهم باتوا يشكلون فريقا متطورا قادرا على اكتساح الفرق الكبيرة في الدوري، وأن اللاعبين الذين لعبوا جيدا في قطر وأوزبكستان باستطاعتهم التألق وفرض تفوقهم في الرياض وجدة والدمام.
العامل النفسي مهم جدا، والتوتر الذي نشاهد اللاعبين عليه يعكس رغبتهم بالفوز ورفضهم للخسارة، لكن يجب أن يتم تنبيههم إلى أن الهدوء والتعامل مع الضغوط القاسية هو جزء من شخصية الفريق التي ينبغي العناية بصياغتها كي نشاهد النصر المتحفز آسيويا يفرض أسلوبه وشخصيته محليا دون وجل محبط أو استسلام غريب!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق