البلوي عائد .. فهل يعود زمن الاتحاد الجميل؟
![]() |
صالح الطريقي |
كان لإعلان رئيس نادي الاتحاد السابق الأستاذ منصور البلوي ترشيحه لنفسه صداه عند جماهير الاتحاد ، فهو وبشكل ما استطاع ترك بصمة له في قلوب الجماهير بسبب البطولات التي تحققت ، والبصمة الأكبر من خلال صراعه مع النادي المنافس "الهلال" ، الذي جعل منه رمزا بعد أن أقيل أو استقال ، والتي أخفت كل أعضاء الشرف خلف الرمز الجديد البلوي .
مع أن العارفين ببواطن الأمور بما فيهم البلوي يعرف أن من كان يقف خلف تلك المرحلة ويدعمه ماديا هو الأستاذ عبدالمحسن آل الشيخ الذي لولا دعمه المادي لما حقق الاتحاد كل تلك البطولات ، ولما خاض البلوي صراعه التنافسي على اللاعبين مع الهلال.
اليوم يعود البلوي كمرشح قوي لرئاسة الاتحاد ، وربما لن يستطيع منافسته أحد ، فهو عنوان الزمن الجميل للاتحاد ، ولكن هل سيعيد البلوي ذاك الزمن ، وقبل هذا هل كان غائبا عما حدث للاتحاد ولم يكن طرفا لاعبا فيه ؟
الغياب الماضي للبلوي عن الاتحاد ، كان غيابا جسديا فقط ، فهو كان حاضرا وبقوة ومتداخلا في الصراعات الاتحادية ، فالجريدة التي يملكها كانت طرفا في الصراع ، ومع كل إدارة جديدة تشن حملتها على الإدارة ، وكان هذا الصراع بالإنابة ، فالطرفان الرئيسيان لهذا الصراع هما نفس الطرفان اللذان صنعا أمجاد الاتحاد أبان رئاسة البلوي للاتحاد ، وأعني هنا الأستاذ عبدالمحسن آل الشيخ والأستاذ منصور البلوي .
يؤكد البلوي لجريدة عكاظ أن العلاقة بينه وبين "آل الشيخ" (سمن على عسل) ، وأن الاتصالات بينهما والمشورة قائمة ، وأنهما يجتمعان على حب الاتحاد ، فيما بعض أعضاء شرف الاتحاد يؤكدون "بالخفاء" أن العلاقة مقطوعة منذ عامين ، ورغم محاولة أحدهما للقاء بالآخر ، إلا أن كل الجهود تنتهي إلى طريق مسدود .
يقول البلوي في حواره مع جريدة عكاظ : "سيكون هناك مجلس جديد وبأسماء جديدة وربما لا يكون من بينهم إلا شخص واحد فقط وهو فراس التركي".
والعضو الحالي "فراس التركي" دخل في صراع مع الإدارة الحالية ، واستطاعت الإدارة إقناع "آل الشيخ" بإبعاد فراس ، فهل إصرار البلوي عليه إعلان عن أن الصراع لم ينتبه وأن الطرفان سيستمران في توجيه جندوهم لإكمال الصراع ، فيما "البلوي" يعلن أن علاقتهما "سمن على عسل"؟
المؤكد أن الصراع ترك شرخا كبيرا في العلاقة ، ويحتاج هذا الشرخ جهود كل محبي الاتحاد لترميمه ، يحتاج أيضا لتنازلات من الطرفين ، على الأقل طرف البلوي إن عاد للرئاسة ، لأن ما فعله بالإدارات السابقة عن طريق جريدته ترك له عداوات لن تتركه يعمل بنفس السهولة التي كان يعمل بها في السابق ، وبالتأكيد لن يتم دعمه كما كان يحدث في السابق لأنه حارب كل الإدارات التي أحضرها آل الشيخ.
وربما ـ وهذا ما لا يصب في مصلحة الكرة السعودية ـ يعيد الاتحاد حكاية نادي الأهلي القديمة ، حين دخل قطبيه في صراع كبير شارك فيه الكثير بالإنابة ، واستطاع الكثير تحقيق مصالحهم من ذاك الصراع ، فيما نادي الأهلي دفع ثمنا باهظا إذ ابتعد عن البطولات.
فهل يعيد الاتحاد حكاية الأهلي وتخسر الكرة السعودية غياب الاتحاد ، أم يستفيد الاتحاد من تجربة الأهلي ولا يكررها؟
هناك الكثير حول قطبي الاتحاد كما حدث في حكاية قطبي الأهلي ، يزعمون أنهم عشاق للاتحاد ، فيما هم يبحثون عن مصالحهم الشخصية ، وهؤلاء الطفيليون يتواجدون في كل مكان وعبر التاريخ وفي الرياضة والسياسة ، ولا يمكن لنا القضاء عليهم ، لكن يمكن للقطبين أن يتنازلا قليلا من أجل الاتحاد من أجل كرة القدم السعودية ، ويلتقيان وجها لوجه ويتعاتبان وجها لوجه ، وألا يعتمدا على "حاملي الرسائل" ، فالطفيليات تحب الرسائل وتتكاثر داخل الرسائل .. داخل الظلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق