الماء.. ما يغطّيه التراب
![]() |
ثامر الشمري |
كان الناس يتحدثون عن تصريح كالديرون الشهير, وكنت وقتها أتحدث عن موقفين تاريخيين لأميرين من أمراء مناطقنا الغالية سجلاها ضد بطولات الهلال بدون تحفظ, الأول كان لخالد الفيصل أمير منطقة عسير -آنذاك - عندما سأل عمر المهنا عن مدى سلامة بصره الذي غضه عن هدف فريق عسير الصحيح وألغاه لمصلحة الهلال في إحدى بطولات الصداقة!
اليوم أيضاً.. ها هم الناس يتحدثون عن تصريح البرتغالي مانويل جوزيه ضد الهلال, ولا أريد أن أشاركهم الحديث, فنجومية المدرب وخبرته كفيلة بالترويج لهذا التصريح في كل أصقاع الأرض, بل سأتحدث عن كتاب الرأي الاجتماعي في السعودية, خصوصاً كبار الكتاب منهم, والذين بدوا متعاطفين مع ما يتلقاه النصر وجماهيره من ظلم مؤلم ومن عقوبات جائرة على حد تعبيرهم, الأمثلةوالشواهد ليست للحصر، لذا فعلى سبيل المثال سأستشهد بثلاثة مواقف!
1 قبل عدة سنوات, ألغي هدف مهاجم النصر طلال المشعل في مرمى الهلال, فكتب الدكتور علي سعد الموسى في صحيفة الوطن مقالاً بعنوان: الرياضة أنقذوها أو أغلقوها, ومنه قوله : ( خلال خمسة أيام عرضت مسرحية الزعيم مرتين، وبداخل ملعبين لكرة القدم وفي أطراف أكبر مدينتين. خلال خمسة أيام فقط أهدى قضاة الملاعب للزعيم ثلاثة أهداف وسحبوا من شباكه ثلاثة أخرى. توجوه زعيماً ووضع القضاة في رصيده ست نقاط سحبت على الهواء مباشرة من خصومه وأمام كل الملايين.
وخلال خمسة أيام فقط تسبب هؤلاء القضاة في الملاعب في حالتي احتقان جماهيري للملايين من قطاع الشباب في بلد لا يوجد به شيء من بواعث اللهو البريء ولا من مجال للنفس والتنفيس إلا هذه الكرة. فجأة يكتشفون أن الأمر كله مجرد لعبة مدبرة وأنهم يذهبون للملاعب والميادين مجرد كومبارس أو شهود لم يروا شيئاً فيما قيم القانون والتنافس محسومة في الأصل من تحت الطاولة ) انتهى.
2 في الأسبوع الماضي وبعد أحداث مباراة النصر والتعاون, كتب العكاظي المعروف خالد السليمان ما نصه: (بعد الأحداث المؤسفةالتي شهدتها مباراة النصر والتعاون كان لا بد للجنتي (الانضباط) و(الفنية) باتحاد كرة القدم أن تصدرا قرارات حازمة تكون عبرة لمن لا يعتبر، وجاءت لها الفرصة لكي تجعل من نادي النصر (العبرة)، فهو بناية شاهقة بجدار قصير!
فهو نادٍ جماهيري كبير وشهير، لكنه بلا إعلام يناصره ظالما أو مظلوما ولا ممثلين في لجان اتحاد كرة القدم يحمون حقوقه، أما اللافت في الأمر فهو أن للجنتين غربتا وشرقتا بغراماتهما التي ربما عدلت في قيمتها كل ما غرمته في تاريخها، لكن الشخص الوحيد الذي صنعت أخطاؤه المشكلة وخلقت أجواء التوتر وولدت ردة الفعل السلبية لم ينله شيء من الغرامة، بل على العكس ربما على موعد من الشارة الدولية بعد أيام، وكأنه يكافأ على أخطائه )!انتهى.
3 أما يوم أمس القريب, فقد كتب المتألق دائماً امحمد سليمان الأحيدب بالمناسبة هو من أطلق عبارة (السعودية مملكة الإنسانية) بعد عملية فصل التوأم البولندي مقالاً في صحيفة عكاظ, جاء فيه: ( إن المشجع النصراوي الذي ركزت عليه (كاميرات) الفضائيات وهو يبكي بحرقة خلف شبك المدرج ويشير بيده مناديا الحكم للاقتراب منه، مشهد يبكينا نحن كتاب الرأيالاجتماعي ومهمتنا المطالبة بإنصافه لأنه لم يقفز الشبك كغيره ولم يسيء إلى أحد إنما هو ينشد العدالة التي ننشدها جميعا, والعدل لا يكون بمعاقبة فريقه ومكافأة المتسبب بوسام دولي، العدل أن ينال كل مخطئ حقه من العقاب لإخماد نار القهر والتظلم ولكي لا نتيح الفرصة لإساءة الوطن لا من الداخل ولا من الخارج ).. انتهى.
إلى اللقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق