10 / 11 / 2009 م
مقبرة النجوم ومقبرة الخصوم..!!
قديماً قالوا إذا عرف السبب بطل العجب ، والنصر الان في هذه المرحلة يثير أكثر من علامة تعجب حول مستواه المتذبذب، والذي لايعكس الامكانيات المادية المتوفرة والصرف بسخاء، فلم يكن أحد يتوقع أن تكون نتيجة هذا الدعم من قبل الأمير فيصل بن تركي، مشاهدة فريق بلاشكل ولا لون ولا طعم ولارائحة، فعلاً إنها صدمة ليست للجمهور النصراوي وحدة بل لكل الجماهير الرياضية السعودية، والتي كانت تتوقع الكثير من النصر هذا الموسم بتحقيق النتائج والمنافسة على المراكز الاولى.
صحيح أن الادارة لم تستلم أمور النادي سوى قبل خمسة أشهر، ولكن أن نجعل ذلك عذراً في كل مرة نتعرض فيها للإخفاق فقد يكون ذلك من الظلم لأنفسنا والمكابرة بعدم الإعتراف بالخطأ، فبداية الفريق هذا الموسم جائت بعناصر توقعنا منها الكثير لاسيما اللاعبين الأجانب، والذين بدأوا مع النصر خلال المعسكر بداية جيدة بعكس مانراه الان، لن اطيل أكثر فما أريد الحديث عنه هو سبب هبوط مستوى اللاعبين في نادي النصر ومن المتسبب في ذلك؟.
فقبيل التعاقدات التي اجرتها إدارة كحيلان مع اللاعبين الأجانب في صيف العام الماضي، كان الجمهور النصراوي يتابع بشغف واهتمام كبيرين هذه التعاقدات، وحتى قبل وصول اللاعبين والتوقيع معهم، وذلك عبر مشاهدة مستوياتهم في انديتهم قبل مجيئهم لنادي النصر، مثل فيكتور فيقاروا والكوري لي شون سو، بصراحة كنت شخصياً من اشد المعجبين في اللاعب الارجنتيني فيكتور فيقاروا اثناء تواجده مع فريقه السابق، ومن شاهده قبل مجيئه يجزم ان فيكتور صاحب فكر كروي مؤثر في اي فريق سيلعب له، فماذا حدث لفكتور بعد مجيئه لنادي النصر؟؟ .
الحال ينطبق أيضاً على اللاعب الكوري الذي كان مميزاً في فريقه السابق، والجميع أشاد بالتعاقد معه لاسيما وأنه برز بشكل واضح في المعسكر النصراوي في اسبانيا، فضلاً على أن اللاعب كان لديه طموح كبير أن يعود إلى تشكيلة منتخب بلاده، عبر احترافه وتقديم مستويات مميزة مع ناديه السعودي، إلا أن الكوري أيضاً لم يقدم حتى الآن مايشفع لبقائه في النادي، فمن المتسبب في تدهور مستويات اللاعبين؟.
يرجع البعض أسباب انخفاض مستويات بعض اللاعبين إلى عدم تسلمهم مستحقاتهم لأربعة أشهر وهذا أمر غير صحيح، لان اللاعبين انفسهم يعلمون انهم سيستلمون كافة حقوقهم عاجلا أم آجلاً، وسواء على دفعات او دفعة واحد، لاسيما وأن الإدارة تعمل دائماً على تلبية احتياجتهم إن هم أحتاجوا إلى ذلك، فالمشكلة أكبر من ذلك بكل تأكيد، فهل أصبح النصر مقبرة للنجوم بدلاً من أن يكون مقبرة للخصوم؟، يجب على الإدارة أن تبحث هذا الأمر بجدية وأن تعمل على إيجاد الحلول لتلافي هدر الأموال الضخمة التي لاعائد لها.
العمل الاحترافي في إدارة النصر يجب أن يكون قائماً على ترسيخ مبدأ تطور المستوى للاعب وليس ثباته، فاللاعب الذي يبحث عن ثبات المستوى سيتعرض حتماً للاخفاق، ولن يرحمه حينها الجمهور ولا الإعلام، أما من يبحث دائماً عن تطوير مستواه وقدراته فسيحظى بالدعم جماهيرياً واعلامياً ، عموماً موضوع تطور المستوى لدى لاعبي النصر لم اشاهده منذ فترة ليست بالقصيرة، فما اشاهده حالياً هو لاعبين يأتون للنصر نجوماً ويختفون، إلا أنني استثني اللاعبين حسام غالي وعبده برناوي الوحيد من اللاعبين المحليين والذي تطور مستواه عن العام الماضي بشكل ملحوظ علما بأنه مطالب ببذل المزيد دائماً.
من اخطاء العمل في النصر الاكتفاء بفترة تدريبية واحدة مسائية، مما جعل الكثير يطالبون الادارة بتغيير سياساتها تجاه التدريب، وتخصيص فترتين صباحية ومسائية للتدريب وتنفيذ الخطط ورفع الياقة، والاستفادة القصوى من وجود الامكانيات المتاحة في النادي لما يخدم اللاعبين في الرفع من مستوياتهم، فيجب أن يعلم الجميع أن اللعب لنادي النصر ليس أمراً ترفيهياً، بل هو عمل يستحق الثواب والعقاب والإبعاد إذا لزم الأمر، وهذا ينطبق على اللاعبين والجهازين الإداري والفني في الفريق الأول .
رسالة إلى هيئة أعضاء شرف النصر
تكررت الأخطاء عند جلب لاعبين محليين أقل من المأمول ومدربين أقل من الطموح، والحل هنا لايمكن وأن يكون الا بتشكيل لجنة بأمر هيئة أعضاء الشرف، وتستمر مع كل الإدارات التي تأتي للنادي، وتكون قراراتها ملزمة تعمل بموجبها أي إدارة، وتضم أصحاب خبرة من المدربين المحليين واللاعبين، وحتى لو تم الاستعانة بفريق من الخبراء الأوروبيين لتطوير النادي إداريا وفنياً، ويسند إليها متابعة اللاعبين المحليين من الدرجات الاولى والثانية والممتازة، ويتم بعد ذلك ترشيح عدد منهم للتعاقد معهم في فترات الانتقال والتسجيل، كما يسند إليها وضع سياسة واضحة تعمل من خلالها أي إدارة تأتي للنادي، حتى يكون العمل ضمن سياسة محددة ومنهجية واضحة يتم العمل بموجبها وتحاسب أي إدارة على ذلك أمام الجمهور وهيئة أعضاء الشرف، بعيداً عن الارتجالية والاجتهاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق