من يكتب التاريخ ؟!
علي حمدان |
لا يزال جدل تاريخ الرياضة السعودية قائما وفي كل مرة يخرج علينا من يعبث بالتاريخ ويفصله كما يريد أو كما تريد أهواؤه ورغباته وأحيانا تعصبه، حيث إن تاريخنا الرياضي خلال الـ 15 عاما الماضية لم يجد التوثيق الصحيح من قبل الجهات التي كانت ترعى الرياضة بمختلف مسمياتها، فإن الوضع الآن وبكل شفافية يحتاج إلى أمرين لا ثالث لهما، وهو إما ترك هذا الموضوع وعدم الحديث عنه والسكوت حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، أو التصدي له بحزم وقوة من خلال تشكيل فريق عمل متخصص من ذوي الخبرة والدراية والشهادة من سعوديين وغير سعوديين وذلك لمراجعة المشهد الرياضي بكل عناصره ومحدداته وأوضاعه وتقلباته وتقديم عمل احترافي حقيقي يكون مرجعية سليمة لكل الأحداث والمنافسات، وأن يعطي كل ذي حق حقه وألا يفصُل المشهد الرياضي على ما هو جار اليوم من بطولات ومنافسات لأن الأوضاع تختلف، فكأس العالم بدأت بـ 13 منتخبا والآن تشارك فيها 32 منتخبا وكأس الأمم الإفريقية بدأت بثلاثة منتخبات فقط وأكرر ثلاثة والآن تشارك 16 منتخبا ولا يمكن لأي عاقل أن يجرد منتخب مصر مثلا من أول بطولتين حققهما عامي 1957، و1959 في ظل هذه المشاركة الضعيفة التي تمثلت في مصر والسودان وإثيوبيا فقط.
كأس أمم آسيا لا تبتعد كثيرا عن ذلك فقد بدأت بمؤسسي الاتحاد الآسيوي وهي سبع دول فقط وفازت كوريا الجنوبية بالبطولة ولا يمكن لنا أن نلغي هذا الإنجاز أو هذه البطولة لمجرد عدم مشاركة 16 دولة في حينها، ومحليا كانت بداية كأس الملك وكأس سمو ولي العهد في المنطقة الغربية بين الاتحاد والأهلي والوحدة ولا يمكن لنا أن نجزئ التاريخ لعدم مشاركة بقية أندية المملكة في المناطق الأخرى، ومن حق الاتحاد والوحدة اللذين حققا بطولات تلك المرحلة أن يوثقاها في تاريخ إنجازاتهما وبطولاتهما.
"زبدة الكلام" كما يقولون إن كتابة التاريخ لا يمكن أن نأخذها من مؤرخي الأندية فقط فهم لا شك سيكتبون التاريخ الذي يناسب أنديتهم ولا من مجتهدين أو كتاب أو نقاد وفي رأيي أن حقيقة التاريخ الرياضي في المملكة لن تخرج إلا من خلال فريق عمل دولي ومحلي وتتم دراسة كل الأبحاث والدراسات في مجال تاريخ الرياضة السعودية والاستفادة من الصحف المحلية التي كانت حاضرة وشاهدة على العصر وبعض سجلات المؤرخين المحايدين والظهور بجملة حقائق يقبل بها من يقبل ويرفضها من يشاء ولكنها تفرض على الجميع كتاريخ حقيقي مدروس بعناية ونخلص من الاجتهادات المتعصبة لكتابة تاريخ الرياضة السعودية التي تظهر كل يوم بشكل مختلف وحسب المزاجات لراصديها.
أطروحات
*لماذا يواجه النصر مثل هذه الوخزات والعثرات في كل مرة يريد العودة فيها لوضعه الطبيعي، هل الأمر فعلا صدفة أم أن هناك أسبابا مجهولة هنا وهناك؟ النصر هو فاكهة الكرة السعودية وعمودها الفقري وهو الذي أنجب أعظم وأبرز نجوم كرة القدم في المملكة وآسيا، ونجومه كانوا سببا رئيسيا في اعتلاء عرش القارة الآسيوية اعتبارا من 1984 يوم كنا قبلها نبحث عن الفوز في دورة الخليج أو التعادل مع الكويت.
*من المستفيد من إيقاف انطلاقة النصر؟ إن نجاح الكرة السعودية مربوط تاريخيا بنجاح النصر وتفوقه لأن نجومه دائما غير، النصر لا يريد شيئا من أحد فقط يريد أخذ حقوقه كاملة كما يحدث لغيره، وإذا كانت الفترة الماضية قد شهدت ابتعادا عن المنافسة فإن الأمر الآن مختلف وأصبح قريبا من تحقيق البطولات إلا إذا كان هناك من لا يرغب في ذلك!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق